تربويات مشاريع «التربية»

فيسبوك
تويتر
لينكدان
الإيميل

«هناك كلام لا يقول شيئاً، وهناك صمت يقول كل شيء» – وليم شكسبير

لم نفق للآن من الواقع الأليم المتعلق بتذيلنا قائمة النتائج العالمية لاختبارات تيمز وقبلها اختبارات ميزة وبيرلز على المستويين الإقليمي والعالمي، حتى باغتتنا وزارة التربية وبعد أقل من شهر من الإعلان المدوي للنتائح وبالتحديد في الأول من شهر ديسمبر من عام 2020 بالطلب الموجه للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية المتضمن إيقاف 4 مشاريع من مجمل 5 فقط تمثل خطة وزارة التربية الإنمائية للسنوات 2025-2020.

أمر يدعو للتعجب حقيقة! كيف يمكن لوزارة التربية بتنوع خدماتها وطبيعة تأثيرها وحجم المستفيدين منها وسوء وضعها أن يكون عدد مشاريعها الإنمائية 5 فقط؟ وهي، وعلى أقل تقدير، بحاجة ماسة لمشاريع إنقاذ وطنية تكون عنوانا رئيسيا لخطتها الإنمائية، تتعلق بضمان التعليم المتكافئ للجميع، وإدارة عمليات التطوير وتوجيهها بموارد بشرية ذات كفاءة، وحوكمة قطاع التعليم، وتوفير بنية تحتية داعمة ومحفزة تتلاءم ومتطلبات التعلم، ومواءمة مخرجات المؤسسات التعليمية ومتطلبات سوق العمل، وتوطين ثقافة الابتكار والعمل المؤسسي، وتعزيز الشراكة المجتمعية القائمة على الاختصاص، والحفاظ على القيم والعادات والتقاليد الكويتية، وتعزيز الثقافات الأخرى واحترامها.

العجب العجاب يكمن في بعض المشاريع التي طلبت الوزارة إيقافها، والمشروع اليتيم الذي تمسكت به، لا يختلف تربويان على أن أساس نجاح العملية التعليمية وحجر تطويرها والارتقاء بها المعلم، فتقوم وزارة التربية مشكورة بإلغاء المشروع الأول الخاص بتطوير الإدارات التربوية والمدرسية، ليس هذا فحسب، بل طلبت إيقاف المشروع الثاني الخاص بتطوير التجهيزات المدرسية بمدارس التعليم العام، وهي بذلك لم تكتف بالامتناع عن تطوير المنظومة التربوية والتعليمية، وهي بأمس الحاجة ليواكب العاملون فيها أقرانهم بالدول المجاورة على أقل تقدير، بل أوقفت مشاريع تطوير بيئة عملهم وتحديث أدواتهم، وجميعنا يعلم بأن إخوتنا من العاملين في الميدان التربوي، وعلى رأسهم القيادات المدرسية والأسر التعليمية هم من يتبنون، وبشكل شخصي، وعلى هيئة مبادرات خلاقة، تطوير ذواتهم وتحديث أدواتهم وتوفيرها قدر المستطاع لمحيطهم (لله دركم).

أما المشروع الثالث الذي طُلب إيقافه فهو مشروع تنويع مسارات التعليم الثانوي، لقد أثبتت جائحة كورونا بكل تراكماتها هشاشة وضعف وعدم مواكبة النظام التعليمي ومخرجاته لاحتياجات سوق العمل، فكيف يطلب إيقاف العمل بمشروع يعد، وفقا لمعطيات المرحلة السابقة والحالة الطارئة الراهنة، الأهم على الإطلاق كونه جزءا أصيلا من الأجزاء التي ترتكز عليها استمرارية الدولة واستقرارها، وليس الوزارة فحسب.

أما عند الوقوف على المشروع الذي تمسكت به الوزارة والخاص بتطوير المناهج، نجد أننا لم نتعلم من أخطائنا السابقة، بل ما زلنا نقع فيها متعمدين، لكن هذه المرة الأمر سيكون للنتائج وقع مختلف، فالمشروع، بالنظر لتكلفته العالية وعدم الجدوى من تنفيذه من الأساس لتفريغه من محتواه وتجريده من أدواته الأصيلة، سوف يرهق الميدان التربوي وينأى به عن الدور الأساسي المنوط به، وستنعكس تلك الأفعال على نتائج وشكل المخرجات التعليمية.

في النهاية هي دعوة للوقوف على مستقبل وزارة التربية، هي وقفة لمساندة القيادة الحكومية لتحقيق تطلعاتها، هي دعوة لإصلاح ما يمكن إصلاحه، هي دعوة للتفكر بالمثل الصيني «أفضل وقت للحصاد اليوم، وأفضل وقت للزراعة قبل خمسة وعشرين عاماً».

تم النشر بجريدة القبس

مقالات ذات صلة:

Svg Vector Icons : http://www.onlinewebfonts.com/icon

بقلم د.خالد النفيسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طلب خدمة