«لا تخش اتخاذ خطوات واسعة وكبيرة، فلا يمكنك عبور الهوة في قفزتين صغيرتين» – ديفيد جورج
وزارة التربية في الكويت شأنها شأن جميع وزارات الدولة الأخرى، لها أهدافها وتطلعاتها وتعمل من خلال تنظيم إداري وهيكل تنظيمي ومجموعة من العاملين، وتمارس كل العمليات الإدارية من تخطيط وتنفيذ وتقويم لتحقيق تلك الأهداف. وتسعى جاهدة الى تحقيق جميع ما خططت له على المديين الطويل والقصير، إلا أن مشكلتها تكمن بعدم قدرتها على التقدّم نحو تحقيق هذه الأهداف والبرامج إلاّ بعد أن تقوم بترتيب الأهداف حسب الأولوية، وتحديد الخطوة الأولى لتحقيق كلّ منها، وذلك اعتمادا على كوادرها العاملة بها. وبالنظر الى الوضع الراهن للوزارة وقدرة قيادييها، نجد أن وجود العديد من الأهداف والبرامج قد يؤدي إلى إغراق الوزارة وإعاقة حركتها. لذلك فإن فكرة توضيح الأهداف وتحديد أولوية تطبيق كلّ واحد منها وتنظيمها ومتابعة تطبيقها سيحول دون لجوئها إلى التأجيل أو المماطلة في تنفيذ برامجها أو وصولها إلى حد الركود أو العجز.
ولما كانت وزارة التربية وزارة خدمية تتكون من تراكيب متداخلة من الإدارات بحكم طبيعة عملها ونشاط قطاعاتها، ووظائف تتميز بالتعقيد تحتاج إلى قدرات ومهارات عالية من الكفاءة. نجد أنه ومن المنطقي أن تهتم بأداء أفرادها العاملين، إذ إن أداء أفرادها لا يعد انعكاسا لقدرات ودافعية كل فرد فقط، بل هو انعكاس لأداء الأقسام والإدارات فيها، ومن ثم أداء الوزارة ككل، مما يستوجب دفع قياداتها العليا إلى زيادة التأكيد على المرؤوسين لتحسين مستويات أدائهم، مما يؤدي بالنهاية إلى تحقيق الأهداف بأقل وقت وجهد ممكنين.
أموال طائلة ومشاريع عديدة وسنوات مديدة قضتها وزارة التربية بالتنقل بين المشاريع والأهداف على غير هدى، بالرغم من أن ما فشلت بتطبيقه هنا نجحت دول أخرى بتطبيقه هناك، ما أطلبه لحظات من السكينة والتفكير العميق والتأملي للوقوف على موطن الخلل الحقيقي، سنجد أنه وببساطة فرد أو أكثر ممن أسندت إليهم إحدى المهام المتعلقة بتحقيق ذلك الهدف أو المشروع، بدءا من الاختيار والتطبيق إلى المتابعة والتحسين والتطوير. ولعل خير دليل على ذلك ارتباط المشاريع والأهداف السابقة بالوزارة بأسماء شخوص بحد ذاتها.
إن الخطوة المنطقية التالية في وزارة التربية هي إعادة هيكلة قطاعاتها، وتبني مفاهيم الحوكمة في كل أعمالها، وترسيخ ثقافة مؤسسية تعتمد على العمل الجماعي لا الفردي، تقوم على المتابعة لا المهاودة، تنتهج الفكر المنطقي لا المرجعي. الاستحقاقات كثيرة ونسأل الله التوفيق للجميع.