التعليم و«كوفيد ــ19»

فيسبوك
تويتر
لينكدان
الإيميل

ما الذي يمكننا أن نتعلمه من قيادات التعليم في دول العالم وتعاملهم مع معطيات الجائحة؟

الدرس الأول هو أنهم قد أقنعوا مواطنيهم باتخاذ خيارات تقدر التعليم أكثر من أمور أخرى، لكن إعطاء قيمة للتعليم هو فقط جزء من معادلة نجاحهم، حيث إن جودة نظمهم التعليمية تولي كيفية اختيار موظفيها من الأساس وتدريبهم الاهتمام الكافي، فهي بذلك تستقطب الكفاءات وتحرص على تحسين أدائهم باستمرار.

عادة ما يكون تصميم السياسات الفعالة أكثر سهولة من تنفيذها، لكن العالم يوفر اليوم الكثير من الأمثلة الحية للتطورات في مجال التعليم وقيادته والتخطيط له، للأسف لا نملك في الكويت متسعاً من الوقت إذا أردنا أن نحقق الأهداف والغايات الواردة في خطط التنمية من دون المهارات المناسبة، سوف ينتهي بنا المطاف على هامش قوائم المنافسة التعليمية وممارساتها ونتائجها وجودة مخرجاتها ومؤسساتها، سوف نظل نواجه نضالاً شاقاً من أجل البقاء، سيكون النجاح حليفاً للأفراد والأنظمة والدول السريعة التكييف والبطيئة الشكوى والمنفتحة على التغيير.

إن كان هناك درس واحد قد تعلمناه من جائحة كورونا فهو ببساطة أننا غير مؤهلين للتعامل مع حدث بهذه الضخامة، وأننا لا نملك القدرة على تجنّب الوقوع في كوارث تعليمية، وأنه لا يمكننا التحايل على الرأي العام من خلال وهب الدرجات فحسب للادعاء بتجاوز المحن وتعويض الفاقد التعليمي الناتج عنها. إلا أننا الآن (فقط) نستطيع تنمية أنفسنا للخروج من الضائقة الحالية وتحاشي الوقوع بها مستقبلاً. وهذا يتوقف أكثر من أي شيء آخر على ما سوف نفعله في المدى القريب، ومقدرتنا على تمكين أصحاب الاختصاص وإتاحة الفرصة لعدد أكبر من العاملين للتعاون والتنافس والتواصل بطرق تقود مجتمعنا للأمام.

لقد نجحنا في الكويت بتحويل رأسمالنا الطبيعي (النفط) إلى رأسمال مادي وتبنّي ثقافة الاستهلاك، لكننا فشلنا في تحويل رأسمالنا الطبيعي إلى رأسمال بشري، الذي يمكن أن يولد النتائج الاقتصادية والاجتماعية للحفاظ على استدامة مستقبلها. لقد بينت الجائحة وتبعاتها، وبما لا يدع مجالاً للشك، أن الثروة الخفية التي تتواجد في مهاراتنا غير المتطورة هي أكبر بكثير من الفائدة التي نجنيها الآن من النفط. قد يميل البعض إلى الاعتقاد بأننا كبلد ذي دخل مرتفع لدينا القدرة وكل الوسائل للقضاء على القصور الحاد في التعليم، إلا أن الواقع عكس ذلك تماماً، وخير دليل على ذلك «المنصة التعليمية».

الرسالة هنا تفيد بعدم وجود طريق مختصر للحصول على نتائج جيدة في حقبة من الزمن أصبحت بها المعرفة والمهارة هي العملة العالمية والمعيار للحصول على حياة أفضل. وللأسف لا يوجد بنك مركزي يطبع هذه العملة، ولا يمكننا أن نرثها أو ننتجها من خلال التخمين، الحقيقة أنها تكتسب من خلال الجهد المستمر والاستثمار في البشر.

تم النشر بجريدة القبس

مقالات ذات صلة:

Svg Vector Icons : http://www.onlinewebfonts.com/icon

بقلم د.خالد النفيسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طلب خدمة