تربويات وزارة التربية والتوظيف بالدولة

فيسبوك
تويتر
لينكدان
الإيميل

«من كان لا يبصر غير محاسنه ومساوئ غيره فالضرير خير منه» – ميخائيل نعيمة

خلف النظام التعليمي بالكويت العديد من المعوقات التي ألقت بظلالها على الدولة وبدأت تنهكها وتستنزف مقوماتها، ولعل أهمها بالنسبة للساسة والعامة على حد سواء هو ضعف المخرجات التعليمية وعدم ملاءمتها لمتطلبات سوق العمل، وبالتالي توظيف الشباب والاناث، أعلم أنها قضية معقدة وشاملة تتضمن التعليم والمعارف الأولية والمهارات والتجارب والكفاءات المطلوبة للنجاح في سوق العمل.

وبالنظر لما تمثله التحديات الديموغرافية الهائلة للكويت والمتمثلة بحجم شريحة الشباب ما بين 30 ــ 15 سنة وارتفاع معدلات البطالة المقنعة، وتأخر التوظيف في المؤسسات الحكومية وقلة الخيارات وازدحامها في قطاع المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى العقبة التي تواجه القطاع الخاص والمتمثلة بعدم تزويد النظام التعليمي له بالمهارات المطلوبة لسوق العمل. ينبغي علينا توسيع أنظمة التعليم والتدريب المهني.

لقد آن الأوان لوزارة التربية أن تخرج عن بيروقراطيتها المعهودة وانتقائيتها المزاجية فيما يطلق عليه من قبل قيادييها عملية تطوير التعليم، القائمة على التجارب والتخبط والنسخ واللصق، إلى التركيز على القيمة الحقيقية للمواد التعليمية من خلال تحسين وتحديث محتواها وربطه بواقعنا الفعلي وتقليل كميته، والاتجاه نحو التقييم بناء على المعارف والمهارات لا الحفظ والسرد. وأن تُدخل منهجا خاصا للمشاريع الصغيرة والمتوسطة بدءا من المرحلة المتوسطة، لتعزيز ثقافة العمل الحر وتوسيع آفاق ومدارك المتعلم حول الإمكانيات التي يحملها هذا القطاع وأثره على الفرد والمجتمع.

كذلك يجب عليها التوسع في عملية التدريب والبدء بإنشاء مدارس للتدريب المهني، توازي المرحلة الثانوية وما بعد الثانوية بشكل لا يتعارض مع رغبة المتعلمين، مع مراعاة ما يفرضه هذا النوع من التوسع من تحسين لجاذبية التدريب المهني وآفاق خريجيه في سوق العمل، من خلال تطوير المناهج واستحداث مجالات جديدة وتوفير معلمين متحمسين، وإيجاد مدارس ومزودي خدمة يتمتعون بالمبادرة وتربطهم علاقة وثيقة بعالم العمل الحقيقي بالكويت.

إن عملية التوظيف تعتمد في حقيقتها على عدد من العوامل المختلفة كالتعليم وتدريب رأس المال البشري، والعوامل الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، ومحددات المنظمات الرأسمالية، إلا أن التعليم والتدريب هما الأهم على الإطلاق ليس للدخول لسوق العمل فحسب، بل بوصفهما أداتين للتمكين البشري والمواطنة الفعالة، وجميعها بالطبع متطلبات ضرورية لمجتمعات أكثر ديموقراطية وتمتعاً بثرواتها المادية.

تم النشر بجريدة القبس

مقالات ذات صلة:

Svg Vector Icons : http://www.onlinewebfonts.com/icon

بقلم د.خالد النفيسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طلب خدمة

طلب خدمة